قصة من الموروث الفولاني , حكيت هذه القصة باللغة الفولانية و بطلها و راويها المعلم والمرشد بوبكر "شيخ صوفي غير عادي من دولة مالي" , اوصلها لنا مكتوبة امادو همباطي باه "مؤرخ و قاص و كاتب و جامع للثقافات الافريقية , الفلانية بشكل خاص"
هي قصة إيمانية و روحية من الدرجة الاولى .
استمتعت بها و بكل تأكيد سوف تفعلون انتم ايضاً
استمتعت بها و بكل تأكيد سوف تفعلون انتم ايضاً
![]() |
امادو همباطي باه |
الكلب الامين :
حكاية مؤثرة متعلقة بكلب بشيرنو بوبكر ,حكاية الكلب الصغير توضح كيف ان أدنى ظرف
كان يمثل مادة للتأمل و كيف أنه ينظر إلى الحقائق بصورة
شاملة من خلال
كل شيء ، حتى أصغر النباتات.
هنا ها هي الحكاية ، يرويها لنا بنفسه:
في يوم من الايام توجهت نحو الحقول "الخلا" ، يرافقني كلبي
الامين، العدو اللدود
للقرود المدمرة للمزارع . إنه شهر
ابريل شهر حرارة الشديدة الحارقة في افريقيا. كلبي
وأنا كنا ساخنين جدا حتى أننا بالكاد نستطيع
التنفس . كنت أتوقع أن واحدا مننا الاثنين سيتعرض للإغماء.
أخيرا ، والحمد لله ، رأيت Ttiayki "شجرة" التي عرضت من فروعها و أغصانها الصغيرة الخضراء المنعشة
بعضاً من الظل.
اصدر كلبي الصفير صرخات صغيرة من الفرح
وركض بساقيه في اتجاه الظل. و عندما وصل إليه، بدلا من البقاء هناك، عاد نحوي و لسان متدلي للخارج ، و شفتاه "مرتفعة,متدلية"
، تاركا أسنانه البيضاء بارزة. و جنبيه يخفقان بمحمومية، ادركت حينها كم استنفذت طاقته.
مشيت نحو الظل. اظهر كلبي فرحته . ثم للحظة
، تظاهرت بالإستمرار في طريقي و ابديت عدم
اكتراثي للشجرة. ناح الحيوان المسكين بحزن ولكنه إتبعني على أية حال ، رأسه منخفضة، و تكور ذيله لولبياً بين ساقيه. وكان اليأس بادياً عليه ، لكنه قرر أن
يتبعني مهما حدث .
هذا الإخلاص مسني بعمق. كيف يمكن للمرء
أن يقدر هذه اللفته من هذا الحيوان ، انه على استعداد لمتابعتي حتى
الموت دون أي ضرورة لنفسه و دون أن يقيد او يجبر بأي شيء ؟ إنه مكرس ، قلت لنفسي لأنه يعتبرني سيداً له.
انه اثبت تعلقه و إرتباطه بالمجازفة بحياته
فقط مع نية إتباعه لي وبقائه إلى جانبي .
"يا رب "، صرخت ،
" إشفي روحي المضطربة ! أجعل إخلاصي مماثل لذلك الإخلاص الموجود في هذا الكيان الذي ازدريه و ادعوه كلب. أعطني ، اخلاصاً كالذي أعطيته له ، وقوة لأُتقن
حياتي عندما تكون مسألة طاعتك ومتابعة تدبيرك و تقديرك و تسطيرك و الإنقياد الكلي
لإرادتك، دون أن أسأل إلى اين أنا ذاهب ،اخترت الطريقة التي ارتضيتها و سطرتها لي ! "
" أنا لست خالق هذا الكلب ، لكنه يطيعي
بشكل أعمى و يرافقني بلطف، و بسعر
ألف معاناة يمكن أن تكلفه حياته. انه
انت يا رب الذي تمتلك إسباغ و فطر هذا بحق اسمك الاعظم يا الله
تعطي، يا رب ، جميع أولئك الذين يطلبون
ذلك منك، وكذلك بالنسبة لي، اطلب فضيلة الحب و الشجاعة والاحسان ! "
ثم استدرت ولجأت إلى الظل. و السعادة
تغمر، رفيقي الصغير جاء و تمدد أمامي , عينيه تنظران لعيني
مباشرة.
كأنه يتحدث معي على محمل الجد. وقد امتدت ساقيه
الأمامية في موازاة ذلك، رفع رأسه عالياً جدا ، و أثناء إستراحتنا ، كان يراقبني كثيراً
حتى لا يغيب عن أي حركة من تحركاتي وبعد بضع دقائق ، لا أنا ولا رفيقي شعرنا بأدنى
تعب.
No comments:
Post a Comment