Sunday, March 23, 2014

قصة من الموروث الفولاني , حكيت هذه القصة باللغة الفولانية و بطلها و راويها المعلم والمرشد بوبكر "شيخ صوفي غير عادي من دولة مالي" , اوصلها لنا مكتوبة امادو همباطي باه "مؤرخ و قاص و كاتب و جامع للثقافات الافريقية , الفلانية بشكل خاص"
هي قصة إيمانية و روحية من الدرجة الاولى .
استمتعت بها و بكل تأكيد سوف تفعلون انتم ايضاً 
امادو همباطي باه

الكلب الامين :

 حكاية مؤثرة متعلقة بكلب بشيرنو بوبكر ,حكاية  الكلب الصغير توضح كيف ان أدنى ظرف
كان يمثل  مادة للتأمل و كيف أنه ينظر إلى الحقائق بصورة شاملة  من خلال
كل شيء ، حتى أصغر النباتات.
هنا ها هي الحكاية ، يرويها  لنا بنفسه:
في يوم من الايام  توجهت نحو الحقول "الخلا" ، يرافقني كلبي الامين، العدو اللدود
للقرود المدمرة للمزارع . إنه شهر ابريل شهر حرارة الشديدة الحارقة في افريقيا. كلبي
وأنا كنا ساخنين جدا حتى أننا بالكاد نستطيع التنفس . كنت أتوقع أن واحدا مننا الاثنين سيتعرض للإغماء.
 أخيرا ، والحمد لله ، رأيت Ttiayki "شجرة" التي عرضت من فروعها و أغصانها الصغيرة الخضراء المنعشة بعضاً من الظل.
اصدر كلبي الصفير صرخات صغيرة من الفرح وركض بساقيه في اتجاه الظل. و عندما وصل إليه، بدلا من البقاء هناك،  عاد نحوي و لسان متدلي للخارج ، و شفتاه "مرتفعة,متدلية" ، تاركا أسنانه البيضاء بارزة. و جنبيه يخفقان بمحمومية، ادركت حينها كم استنفذت طاقته.

مشيت نحو الظل. اظهر كلبي فرحته . ثم للحظة ، تظاهرت بالإستمرار في طريقي و ابديت عدم اكتراثي للشجرة. ناح الحيوان المسكين بحزن ولكنه إتبعني  على أية حال ، رأسه منخفضة، و تكور ذيله لولبياً  بين ساقيه. وكان اليأس بادياً عليه ، لكنه قرر أن يتبعني مهما حدث .

هذا الإخلاص مسني بعمق. كيف يمكن للمرء أن يقدر هذه اللفته من هذا الحيوان ، انه على استعداد لمتابعتي حتى الموت دون أي ضرورة لنفسه و دون أن يقيد او يجبر بأي شيء ؟ إنه مكرس ، قلت لنفسي لأنه يعتبرني سيداً له.
انه اثبت تعلقه و إرتباطه بالمجازفة بحياته فقط مع نية  إتباعه  لي  وبقائه إلى جانبي .
 "يا رب "، صرخت ، " إشفي روحي المضطربة ! أجعل إخلاصي مماثل لذلك الإخلاص الموجود في هذا الكيان الذي ازدريه و ادعوه كلب. أعطني ، اخلاصاً كالذي أعطيته له ، وقوة لأُتقن حياتي عندما تكون مسألة طاعتك ومتابعة تدبيرك و تقديرك و تسطيرك و الإنقياد الكلي لإرادتك، دون أن أسأل إلى اين أنا ذاهب ،اخترت الطريقة التي ارتضيتها و سطرتها  لي ! "

" أنا لست خالق هذا الكلب ، لكنه يطيعي بشكل أعمى و يرافقني بلطف، و بسعر
ألف معاناة يمكن أن تكلفه حياته. انه انت يا رب الذي تمتلك إسباغ و فطر هذا بحق اسمك الاعظم يا الله
تعطي، يا رب ، جميع أولئك الذين يطلبون ذلك  منك، وكذلك بالنسبة لي، اطلب فضيلة الحب و الشجاعة والاحسان ! " 
ثم استدرت ولجأت إلى الظل. و السعادة تغمر، رفيقي الصغير جاء و تمدد أمامي , عينيه تنظران لعيني مباشرة.

كأنه يتحدث معي على محمل الجد. وقد امتدت ساقيه الأمامية في موازاة ذلك، رفع رأسه عالياً جدا ، و أثناء إستراحتنا ، كان يراقبني كثيراً حتى لا يغيب عن أي حركة من تحركاتي وبعد بضع دقائق ، لا أنا ولا رفيقي شعرنا بأدنى تعب.

No comments:

Post a Comment