Monday, June 22, 2015

بنديرابي تيدوبي 
جم فيني إ مون ، نو بي سوماي "كووركا"؟ ، نواصل رحلتنا الإستكشافية حول رموز واعلام فولبي ، رمزنا لهذا اليوم رمز عظيم ومؤثر في مجال الفن والغناء رمزنا اليوم هو الفنان 
بابا مال Baaba Maal
بابا مال ابن مدينة بودور السنغالية التى تقع على ضفاف نهر السنغال العريق ، مولود عام 1953 ذو 61 عاما.

بابا مال المؤسس والمغني الرئيسي في فرقة داندي لينجول "حنجرة الأمة" ، الفرقة التى اسست قبل حوالي 30 عاما والتى اتخذت من لغة فولفولدي/بولار وسيط رئيسي لإيصال قيمها ورسالتها الإفريقية المبنية على الحب والتآلف والتراحم والتواصل والسلام إلى العالم اجمع.


الفتى المبدع صاحب الحنجرة الفذة والصوت الملائكي العذب الذي لولا تمرد صاحبه على الواقع والمألوف والبيئة المحيطة لما استمتعنا به ولما كتبنا هذه السطور المتواضعة في حق هذا الأسطورة الإفريقي ، فالفتى اليافع بابا مال نشأ وترعرع في مدينة بودر على ضفاف نهر السنغال ؛ إذن الظروف مهيئة تماما لكي يمتهن مهنة صيد الأسماك التى تعتبر مهنة عائلة بابا مال وإرثها المتوارث جيلا بعد جيل ؛ إلا ان الصبي بابا مال اختار ان يتمرد على تقليد عائلته المتوارث ويكسر هذه الدائرة المغلقة حيث قال لوالده : "يا أبي العزيز شكرا لكل ما فعلته لأجلي ، شكرا لتعليمي حرفة الصيد وركوب المركب شكرا على كل شئ ؛ يا ابي البحر ليس لي وانا لست له، اريد ان اكون مغنيا هذا شغفي وهناك اجد نفسي وراحتي".
فما كان من الوالد إلا دعم ابنه وإعطائه حرية التصرف في مستقبله لما رائ الشغف والحماس يشع من عينيه وكلماته.

انطلق بابا مال لسبر اغوار عالم الموسيقى والترفيه وعلم في قرارة نفسه انه ليس مجالا للهواة ابدا ، فالساحة الإفريقية الغنائية كانت تعج بالفنانيين والفنانات البارعين الموهوبين الأفذاذ، وليس سهلا قلب الطاولة او سحب البساط من تحت اقدام فنان مثل يوسو اندور او فنانة ك مريم ماكيبا ، ادرك منذ البداية ان الموهبة وحدها لا تكفي "يتحتم على صقل موهبتي بالتدريب واخذ دروس في هذا المجال حتى احذقه وابرعه تماما".

وبتأثير من صديقه منصور سيك تحول للغناء ، وكرس نفسه لتعلم العزف والغناء من والدته ومديره في المدرسة ثم درس الفن في جامعة داكار ثم اكمل تعلبمه في فرنسا في مدرسة الفنون الجميلة.


بعد عودته من باريس واصل بابا مال دراسته فدرس الموسبقى التقليدية 
وبعد صقله لموهبته وتطويره لأساليبه الغنائية واكتشافه مواهب وكنوز دفينة آخرى وتعلمه العزف على عدة آلات موسيقية حديثة وتطويره طرق العزف في آلات إفريقية ك "الكورا والهودو والنجانجيرو والناي".



اصدر بابا مال عدد ضخم من الألبومات الغنائية خلال مسيرته الطويلة ، تضمنت أغاني عميقة المعاني تحث على الحب والسلام والوحدة بين الأفارقة ، اتخذ بابا مال من لغته الفولفلدي/بولار وسيلة رئيسية لإيصال مشاعره واحاسيسه وتطلعاته وبه ومعه سبرت لغة الفولفلدي/بولار نطاقات جديدة ودخلت آفاق ابعد وكسبت مستمعين بالملايين حول العالم تحديدا في اوروبا وأمريكا التى يحي فيهما بابا مال حفلات بشكل سنوي ويشارك في مهرجانات غنائية عالمية. 
موهبة بابا مال الفذة جعلته محط انظار العالم ليس المعنيين بمجال بالفن والترفيه فحسب بل في مجال السياسة
 ايضا ، فالرجل وبفعل مسيرته الطويلة التى قضاها في الدعوة للسلام والأمن والرفاه لبني البشر اختارته الأمم المتحدة ممثلا لها كسفيرا للنوايا الحسنة والشباب في عام 2003.
واختاره الراحل نلسون منديلا ليحي له حفل عيد ميلاده.



بابا مال رجل متواضع لأبعد حد ، فالرجل لم تعمي بصره ولا بصيرته اضواء الشهرة وفلاشات الكاميرات والبساطات الحمراء التى مشى عليها في المهرجانات التى شارك فيها هو رجل يمثل البولاكو تماما ، لم ينسى من اي بيئة جاء فلقد ساهم بماله وجهده وعلاقاته الممتدة التى اكتسبها مع السنين لتطوير قارته السمراء.




سجل اسطورتنا العديد من المقطوعات الغنائية بلغات عالمية مختلفة "الإنجليزية ، الفرنسية ، الإسبانية" لمنظمات
 طوعية عديدة منها أغنية "Bess, You Is My Woman Now"
 لمنظمة Red Hot
 في حملتها لمكافحة والحد من مرض الإيدز هذا كان في عام 1998
وفي عام2002 سجل أغنية 
"No Agreement" لنفس المنظمة.
من الأغاني التى افضلها أغنية له بعنوان 
"Niiwa"
 وتعني الفيل بالعربية وهي ضمن البومه 
Laam Tooro
 ، اغنية رائعة جدا ، كلمات جميلة ، ألحان وعزف رائع ومبدع ، الفيديو كليب عبارة عن لوحة من الجمال ، عكس للجمال الفلاتي في الخلقة والملابس وادوات الزينة، الفيديو عبارة عن كرنفال إفريقي يحبس الأنفاس ، ما عجبني حقا هو اللحن الأخاذ.




الأسطورة بابا مال وفرقته حنجرة الأمة بلا شك دونوا تاريخا لن يمحى ولن ينسى ابدا ستظل اغانيه تردد في حواري وازقة إفريقيا وشقق وناطحات سحاب العالم الأول سيظل صدى صوته الآسر الأخاذ يصدح ويدندن بين جدران المدن القديمة وزحاج المدن الحديثة سيتنقل صوته العذب بين كثبان الرمال في الصحراء الكبرى تنقله موجات الراديو ليستقر وتصدح به سماعات الراديو التى يمتلكها الرعاة.




By : Omer Abubaker 






No comments:

Post a Comment